المرأة في اساطير الآلهة المصرية القديمة

احتلت للمرأة مكانة رفيعة في الحضارة المصرية القديمة، معترفة بقدراتها وإمكانياتها المتعددة. تجلت هذه التقدير بشكل واضح في دياناتهم، حيث احتلت الآلهات النساء مكانة بارزة، كل واحدة تجسد قيمة أو جانبًا محددًا من الحياة. دعونا نستكشف معًا عالم الآلهات المصريات لنكتشف الدور المحوري الذي لعبته المرأة في هذا المجتمع العريق.

إيزيس المعالجة السحرية: 

حازت ايزيس على شهرة واسعة في الحضارة المصرية القديمة فلم تقتصر على كونها أمًا مثالية، بل تعدّت ذلك لتشمل جوانب عديدة من الحياة المصرية القديمة. فقد كانت سيدة السحر والمعرفة، حيث استخدمت قدراتها الخارقة لإحياء زوجها أوزوريس وإعادة الحياه. كما كانت حامية الموتى والأطفال. امتدت عبادة إيزيس لتشمل جميع طبقات المجتمع، واعتبرت رمزًا للأمل والحياة. كانت النساء المصريات يتعلّقن بها ويستلهمن قوتهن من شخصيتها القوية، بينما رأى الرجال فيها الحكمة والشجاعة. إن قصة إيزيس هي قصة عن الحب والقوة والإيمان، وهي قصة لا تزال تلهمنا حتى يومنا هذا.

باستت إلهة الحماية والمتعة:

برأس قطة ملكية وجسد أنثوي نحيل، تجسدت الإلهة باستت، ابنة رع، كرمز للحماية والسرور والصحة الجيدة. كانت مرتبطة بالخصوبة والأمومة، ولهذا السبب تم تصويرها في بعض الأحيان على أنها أم مرضعة. ولكن باستت لم تقتصر على هذه الصفات، فقد كانت أيضًا راعية الحرفيين والفنانين، وكانت تلهمهم بالإبداع والإلهام. ارتبطت الموسيقى والرقص بباستت، وكانت تعتبر راعية الموسيقيين والفنانين. في الحياة الآخرة، كانت تحمي الموتى في رحلتهم إلى العالم الآخر.

سخمت إلهة الحرب والشفاء:

سخمت، التي يعني اسمها "القوة"، كانت إلهة حربية شرسة تجسد قوة الطبيعة الغاشمة. كانت زوجة الإله بتاح وأم الإله نفرتوم، وكانت تعتبر "عين رع" التي تنتقم لأبيه. برأس انثى الأسد قوية وأنياب حادة، كانت تجسد الشراسة والقوة التي تولد الدمار والخلق في آن واحد.

ولكن سخمت لم تكن مجرد إلهة للدمار، بل كانت أيضًا حامية مصر من أعدائها. كانت تحرس حدود البلاد وتدافع عنها بشراسة. وفي الوقت نفسه، كانت تعتبر إلهة للشفاء والحماية، وكانت تساعد الناس في التغلب على الأمراض والأوبئة. تتحول سخمت في بعض الأحيان إلى حتحور، إلهة الحب والجمال، مما يعكس طبيعتها المتعددة الأوجه. ففي حين تجسد سخمت الجانب القوي والدموي من الطبيعة، تجسد حتحور الجانب الحنون والجميل.

ماعت إلهة الحقيقة:

كانت ماعت عند القدماء المصريين أكثر من مجرد إلهة، فهي التجسيد الحي للحقيقة والنظام الكوني. وُلِدت ماعت مع رع عند خروجه من المياه، لتكون رمزاً للتوازن الذي حفظ استقرار الكون. ارتبطت بها مفاهيم العدالة والأخلاق، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة المصريين اليومية.

 

كانت ماعت تزن قلوب الموتى على ميزان العدالة، فإذا كانت أفعال الإنسان في حياته موافقة لمبادئ ماعت، أي الحقيقة والعدل، فإن قلبه يكون خفيفًا مثل ريشة ماعت، ويسمح له بالمرور إلى الحياة الآخرة. أما إذا كان قلبه أثقل من الريشة، فإن ذلك يعني أنه ارتكب خطايا، وعندها تلتهمه وحش ماعت.
لم تكن ماعت مجرد إلهة تُعبد، بل كانت فلسفة عميقة يعيش بها المصريون، تحدد القوانين وتوجه السلوكيات اليومية. حتى يومنا هذا، تظل ماعت رمزًا خالداً للحقيقة والعدالة، تذكرنا بأهمية هذه القيم في خلق عالم متوازن ومستقر.

تورت حارسة الخصوبة والولادة:

إلهة الخصوبة والولادة في مصر القديمة، توورت، كانت تمثل رمزًا قويًا للحماية والرعاية. صُوِّرت كأنها فرس نهر حامل واقفة في وضع مستقيم، مما يجسد القوة والخصوبة في آن واحد. لعبت توورت دورًا حيويًا في حياة المصريين القدماء، إذ كانت تُرشد المرأة خلال فترة الحمل وتُبارك عملية الولادة، وتمنح الحصاد الوفرة والخير.

لكن دورها لم يقتصر على الأحياء فقط، بل امتد ليشمل الموتى والنائمين، حيث كانت تُعتبر حامية لهم من الأرواح الشريرة. كان يُنظر إلى توورت كرمز للأمان، ووجودها في المشاهد الجنائزية يضمن حماية الروح خلال رحلتها إلى العالم الآخر.

حتحور إلهة السماء:

"تعتبر حتحور، إلهة الحب والجمال والخصوبة، شخصية بارزة في الأساطير المصرية القديمة. كانت تُصوَّر أحيانًا على هيئة بقرة، ورمزت إلى الأمومة والحنان، وأحيانًا أخرى على هيئة امرأة جميلة ذات قرني بقرة.

كانت حتحور واحدة من أكثر الآلهة شعبية في مصر القديمة، وقد بنيت لها العديد من المعابد، أشهرها معبد دندرة. وقد استمرت عبادة حتحور حتى العصر الروماني.

تتميز حتحور ببعدها الإنساني أكثر، فهي إلهة الحب والجمال، بينما تويردت أكثر ارتباطًا بالقوى الطبيعية. تعتبر حتحور شخصية أسطورية غنية ومتعددة الأبعاد، وقد تركت بصمة عميقة في الثقافة المصرية القديمة. فهي تجسيد للحب والحياة والجمال، وهي رمز للأمومة والحماية.

سيلكيت حارسة السحر والعالم السفلي:

سيلكيت، إلهة الحماية والسحر في مصر القديمة، اتخذت العقرب رمزًا لها، مما عكس طبيعتها المزدوجة بين الرهبة والوقار. فالعقرب، الذي يجمع بين القوة والغموض، كان تجسيدًا مناسبًا لدورها كحارسة للعالم السفلي وحامية للبشر والآلهة معًا. اشتهرت سيلكيت بقدرتها على طرد الظلال الشريرة والأرواح المؤذية، مما جعلها تلعب دورًا مهمًا في حماية مصر وشعبها. كانت تُصوَّر أحيانًا برأسين، في إشارة إلى قدرتها على النظر إلى العالمين: عالم الأحياء وعالم الأرواح.

كذلك، ارتبطت سيلكيت بالسحر والشفاء، حيث كانت تُعتبر ملاذًا للمصابين بلدغات العقارب والثعابين، مستخدمة قوتها الإلهية لشفائهم. كان اسمها يرتبط بالطمأنينة والقوة، مما جعلها رمزًا خالدًا للحماية والوقوف في وجه الأخطار.

 

تشكل الإلهات المصريات القديمات جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والروحي لمصر القديمة. فقد كن رموزًا للحب والخصوبة، الحماية والعدالة، السحر والقوة. من إيزيس رمز الأمومة والسحر، ولذلك دع حكاياتهم تلهمك عن طريق امتلاك نسخة تذكارية طبق الأصل تضيف لك القليل من روعة مصر القديمة